ثورة في جراحة القلب الحديثة
تُعد زراعة الشرايين التاجية بالمنظار (Minimally Invasive Coronary Artery Bypass Grafting - MICS CABG) من أبرز التطورات في مجال جراحة القلب، حيث توفر بديلاً أقل تدخلًا وأكثر أمانًا للطرق التقليدية. تتميز هذه التقنية بقدرتها على تحسين نتائج المرضى وتقليل فترة التعافي، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للعديد من المرضى حول العالم.
وكان الدكتور عبد الحكيم ديه رائدًا في هذا المجال، حيث قام بإجراء أول عملية زراعة شرايين تاجية بالمنظار في الأردن والشرق الأوسط. تمكن الدكتور عبد الحكيم من إجراء العملية بنجاح دون الحاجة إلى قص القفص الصدري أو إجراء عملية القلب المفتوح، ما يعد إنجازًا مهمًا في المنطقة. بهذا الإنجاز، أصبحت الأردن مقصدًا طبيًا متميزًا لإجراء هذا النوع من العمليات المتطورة، التي تتطلب تقنيات متقدمة وخبرات عالية.
ما هي زراعة الشرايين التاجية بالمنظار؟
زراعة الشرايين التاجية بالمنظار هي إجراء جراحي يُستخدم لعلاج انسداد أو تضيق الشرايين التاجية التي تغذي عضلة القلب. يتم خلال العملية أخذ شريان صحي من جزء آخر من الجسم، مثل الشريان الثديي الداخلي (Internal Mammary Artery - IMA)، وربطه بالشريان التاجي بعد منطقة الانسداد لتوفير مسار بديل لتدفق الدم. تُجرى هذه العملية عبر شقوق صغيرة بين الأضلاع، دون الحاجة إلى قطع عظم الصدر، مما يقلل من الألم ويسرع من عملية التعافي.
مميزات عملية الزراعة بالمنظار
- ألم أقل وندوب أصغر: تُجرى العملية عبر شقوق صغيرة، مما يقلل من الألم والندوب مقارنة بالجراحة التقليدية.
- فترة تعافي أسرع: يمكن للمرضى العودة إلى أنشطتهم اليومية في وقت أقصر.
- مخاطر أقل: تقليل خطر العدوى، النزيف، والمضاعفات الأخرى المرتبطة بالجراحة التقليدية.
- نتائج تجميلية أفضل: ندوب أقل وضوحًا، مما يُحسن من المظهر الجمالي للمريض.
- عملية آمنة وسهلة: أصبحت عملية زراعة الشرايين التاجية أكثر أمانًا وسهولة لدى المريض من خلال إجرائها بالمنظار.
كيفية إجراء العملية
تُجرى هذه العملية عبر شق صغير بين الأضلاع، دون الحاجة إلى قطع عظم الصدر. يتم استخدام أدوات جراحية دقيقة، وأحيانًا أنظمة روبوتية، للوصول إلى الشرايين التاجية وإجراء الربط اللازم. تُجرى العملية عادةً دون الحاجة إلى جهاز القلب والرئة الصناعي، مما يُقلل من المخاطر المرتبطة به.
من هم المرشحون لهذه العملية؟
تُعتبر زراعة الشرايين التاجية بالمنظار خيارًا مناسبًا للمرضى الذين يعانون من:
- انسداد أو تضيق في شرايين تاجية واحدة أو اثنتين.
- حالة صحية جيدة بشكل عام.
- رغبة في تجنب الجراحة التقليدية والعودة السريعة إلى الأنشطة اليومية.
يجب على الطبيب تقييم الحالة الصحية العامة للمريض وتحديد ما إذا كانت هذه التقنية مناسبة له.
التحضير للعملية والتوقعات بعد الجراحة
قبل العملية: يُجري الطبيب فحوصات شاملة، مثل تخطيط القلب، تصوير الأوعية التاجية، وتحاليل الدم لتقييم الحالة الصحية.
بعد العملية: يُتوقع للمريض البقاء في المستشفى لمدة قصيرة، ومتابعة العلاج والتعافي في المنزل.
التعافي: معظم المرضى يعودون إلى أنشطتهم اليومية في غضون أسابيع قليلة، مع الالتزام بتعليمات الطبيب.
فعالية زراعة الشرايين التاجية بالمنظار
أظهرت الدراسات أن هذه التقنية تُحقق نتائج مشابهة للجراحة التقليدية من حيث فعالية الربط واستمرارية تدفق الدم. كما أظهرت الدراسات أن المرضى الذين خضعوا لهذه التقنية أظهروا تحسنًا ملحوظًا في نوعية الحياة وفترة التعافي.
الدكتور عبدالحكيم ديه: أول من أجرى زراعة الشرايين التاجية بالمنظار في الشرق الأوسط
في عام 2018، سجّل الدكتور عبدالحكيم ديه إنجازًا طبيًا بارزًا بإجرائه أول عملية زراعة للشرايين التاجية باستخدام المنظار في الشرق الأوسط. مثّل هذا الإنجاز قفزة نوعية في جراحة القلب قليلة التوغل، ووضع الأردن على خارطة الريادة الإقليمية في هذا التخصص الدقيق.
قصص شفاء: من الخوف إلى الأمل
يبدأ كل شيء بتشخيص دقيق باستخدام إيكو، تخطيط القلب، أو MRI. بعدها، يتم تقييم الحالة، وإذا كانت مناسبة، يُحدد موعد للجراحة.
الخلاصة:
تُعد زراعة الشرايين التاجية بالمنظار خيارًا متقدمًا وآمنًا لعلاج انسداد الشرايين التاجية، حيث توفر مزايا عديدة مثل الألم الأقل، فترة التعافي الأسرع، والمخاطر الأقل. يجب على المرضى استشارة أطبائهم لتحديد ما إذا كانت هذه التقنية مناسبة لحالتهم الصحية.
أسئلة شائعة
لا، يجب على الطبيب تقييم الحالة الصحية العامة للمريض وتحديد ما إذا كانت هذه التقنية مناسبة له.
معظم المرضى يعودون إلى أنشطتهم اليومية في غضون أسابيع قليلة، مع الالتزام بتعليمات الطبيب.
مثل أي إجراء جراحي، هناك مخاطر محتملة، ولكنها أقل مقارنة بالجراحة التقليدية.